الحجاج والفتى المحدث
الجزء الاول
الجزء الاول
وذكر أهل التواريخ أن الحجاج بن يوسف الثقفي سهر ليلة وعنده جماعة منهم خالد بن عرفطة فقال:
يا خالد ائتني بمحدث من المسجد. والناس إذ ذاك يطلبون المقام في المسجد.
فانتهى إلى شاب قائم يصلي
فجلس حتى سلم ثم قال: أجب الأمير.
فقال: أبعثك الأمير إلي قاصداً.
قال: نعم فمضى معه حتى انتهى إلى الباب فقال له خالد: كيف أنت ومحادثة الأمير.
قال: سيجدني كما يحب إن شاء الله تعالى.
فلما دخل عليه قال له الحجاج:
هل قرأت القرآن؟ قال: نعم وقد حفظته.
قال: فهل تروي شيئاً من الشعر.
قال: وما من شاعر إلا وأروي عنه؟
قال: فهل تعرف من أنساب العرب ووقائعها؟ قال: لا يذهب عني شيء من ذلك.
فلم يزل يحدثه بكل ما أحب حتى إذا هم بالانصراف، قال:
يا خالد، مر للفتى ببرذون وغلام ووصيفة وأربعة آلاف درهم.
فقال الفتى: أصلح الله الأمير بقي من حديثي أظرفه وأعجبه فأعاده الحجاج إلى مجلسه وقال: حدثني.
فقال: أصلح الله الأمير هلك والدي وأنا طفل صغير فنشأت في حجر عمي وله ابنة بسني، وكان في
التصابي من الصبا وما كنا فيه أعجوبة، حتى إذا بلغت وبلغت تنافس الخطاب فيها وبذلوا فيها أموالاً
لجمالها وكمالها، فلما رأيت ذلك خامرني السقم، وضنيت ورميت على الفراش ثم عمدت إلى خابية
عظيمة فملأتها رملاً وصخراً وقبرت رأسها ودفنتها تحت فراشي، فلما تم على ذلك أيام بعثت إلى عمي
فقلت: يا عمي، إني كنت أريد السفر فوقعت على مال عظيم وخفت أن أموت ولا يعلمه أحد فإن
حدث بي أمر فأخرجه وأعتق عني عشر نسمات
واحجج عني عشر حجج، وجهز عني عشر رجال
بخيولهم وأسلحتهم، وتصدق عني بألف دينار، ولا تبال يا عم! فإن المال كثير.
فلما سمع عمي مقالتي أتى امرأته فأخبرها بقولي فما كان بأسرع من أن أقبلت بجواريها حتى دخلت علي
فوضعت يدها على رأسي ثم قالت: والله يا ابن أخي ما علمت بسقمك وما حل بك حتى أخبرني أبو
فلان الساعة. وأقبلت تلاطفني وتعالجني بالأدوية وحملت لي لطائف، وردت الخطاب عن ابنتها، فلما
رأيت ذلك تحاملت ثم بعثت إلى عمي أن الله عز وجل قد أحسن إلي وعافاني فابتغ لي جارية من خصالها
وكمالها كيت وكيت، ولا يسألونك شيئاً إلا أعطيته، فقال: يا ابن أخي ما يمنعك من ابنة عمك؟ فقلت:(...........)
نتابع القصة فى الجزء الثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق