موقع مفكرة الاسلام

جديد الموقع

كل يوم زهرة تجدها روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال يا أبا أمامة: ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني.

رسالة ترحيب

فلاش اثارة

الثلاثاء، أبريل 19، 2011

كيف تطوير ذاتك في فن التعامل مع الآباء والأمهات (الجزء الأول)



حياكم الله فى ...كيف تطوير ذاتك في فن التعامل مع الآباء والأمهات (الجزء الأول)


الفصل الأول :عشر وقفات قبل الانطلاقة !

الوقفة الأولى:الأم والأب

الأم والأب:وصية الرب ومعنى الحب.
الأم والأب:تحقق الأحلام وذهاب الآلام.
الأم والأب:حقيقة التضحيات وصدق النيات.

دموع الحزن والألم كلها مرة ؛لكن أمرها على الإطلاق دمعة أم أو أب بسبب عقوق أولادهما.
منظر الكآبة على الوجوه لا يُطاق وترحم منه جميع الوجوه، فكيف به على الوجوه الرحيمة، وجوه الآباء والأمهات !
قد تجد إنسان يعطيك من ماله أو وقته أو جاهه؛ أما أن تجد إنسان يعطيك كل وقته ويأخذ من صحته لصحتك ويهدم حياته ليبني حياتك، فلا أتصور أن تجد غيرهما !

وإذا رحمت فأنت أم أو أب                     هذان في الدنيا هما الرحماء

كل من يبذل يريد أن يأخذ إلا هما، فإنهما يبذلان ولا يأخذان، فلذلك كثيراً ما يُنسيان !

قارن بصدق:

كم صرف عليك والديك من وقت وجهد وكم صرفت عليهما أنت ؟
كم تعبا لترتاح وكم تعبت ليرتاحا ؟
كم حزنا لتسعد وكم حزنت ليسعدا ؟
كم سهرا لتنام وكم سهرت ليناما ؟
تخفق في دراستك فتتقطع قلوبهما !
تتأخر في العودة إلى البيت فيجن جنونهما !
يتخاصمان يتشاجران والسبب أنت !
يفرحان ويحزنان والسبب أنت !
بل يموتان ويدفنان والسبب أنت !
فتعال أخي الكريم وأختي الكريمة لنخوض البحار العميقة عسى أن نُنقذ غريق أو غريقة ...
تعالا فلن أطلب منكما المحال ...
تعالا سأهدي لكما الإطار فارسما الصورة !
تعالا لنستدرك ما فات قبل أن تنقطع الأصوات !
تعالا إن لم تعملا بكل ما في الكتاب فطبقا منه وصية أو وصيتين أو استفيدا من فائدة أو فائدتين أو قفا على وقفة من الوقفات .
تعالا من هنا ننطلق وفي ضل عرش الرحمن بإذنه نلتقي.


الوقفة الثانية:العزم على التغيير

مشكلة بعض الناس أنه يظن أن تغير الحال من المحال ،فإذا أساء تعامله مع والديه في بداية حياته أو في موقف من المواقف ظن أنه لا يمكن أن يُعدل سلوكه ويحسن تصرفاته ؛يظن أنه ولد ليكون عاقاً ،يظن أن حياته مع والديه قائمة على العقوق ،والشيطان يُزين له هذه الوساوس والخطرات ،حتى تصبح هذه الوساوس في قلبه حقائق لا تقبل التغيير ولا التبديل ؛بل ولا حتى التأمل والتفكير .
إن العقوق ذنب من الذنوب متى تاب منه العبد تاب الله عليه وبدل سيئاته حسناته ،قال الله تعالى :((إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً )) النساء: ٤٨ .

إن العقوق طريق من الطرق السريعة والمختصرة لولوج النار .بل إنه من أسهل الوسائل للحرمان من التوفيق في الدنيا وتعسر الأمور وضيق الصدور إن لم يكن أسهلها على الاطلاق.

فيا من ضل الطريق وسار بغير دليل أقول لك من قلب مشفق عليك    قف !

قف ...فبداية هذا الطريق الآم وهموم وأحزان !
قف...فنهاية هذا الطريق نيران وسلاسل وأغلال !
قف... فالأمر اليوم إليك تسير حيث تشاء ؛أما غداً فلا يُدرى ألك أم عليك !
قف... أرجوك قف !

بدّل ذلك الوجه العابس في وجوه الشيخين الكبيرين بوجه مبتسم ضاحك .
بدّل تلك النظرات المحرقة الحادة بنظرات مشفقة عاطفة !
بدّل ذلك التعالي والإعجاب بالرأي دون رأيهما بالسمع والطاعة والاستنصاح والاسترشاد بشورهما .
بدّل ذلك الانشغال بغيرهما بالانشغال بهما .
اليوم غيّر وليس غداً !
اليوم أقدم ولا تحجم !
صدقني ستسابقك دموعك أن تأخرت عن السير في هذا الطريق .
ولكن لا تحزن أن تأخرت؛ بل احمد الله أن سرت يوم تخلف غيرك .
إن لم يكن لديك همة عالية وعزيمة صادقة فاتك من النجاح بقدر ما فات من همتك وعزيمتك .
ومتى كنت صادقاً عازماً ؛فقد جاء في الحديث القدسي:(وَإِنْ تَقَرَّبَ إلي شبرا تَقَرَّبْتُ إليه ذِرَاعًا وَإِنْ تَقَرَّبَ إلي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إليه بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً )متفق عليه.




الوقفة الثالثة:إذا عزمت فتوكل على الله

التوكل على الله مفتاح النجاح وعنوان الفلاح.

التوكل على الله ضمان الوصول بأسهل الحلول .

التوكل على الله باختصار سعادة الدارين .

إذا عزمت أخي الكريم على التغيير ؛فأول الخطوات أن تتوكل على الله وتدعوه وترجوه أن يعينك ويسددك ويهديك ويوفقك ؛قال تعالى :ﭱ  ﭲ   ﭳ  ﭴ  ﭵﭶ  ﭷ  ﭸ  ﭹ  ﭺ  ﭻ  آل عمران: .١٥٩
وقال تعالى :ﭠ  ﭡ  ﭢﭣ  ﭤ   ﭥ   ﭦ  ﭧ  ﭨ  النمل: ٧٩ .
وقال تعالى :ﮧ  ﮨ  ﮩ  ﮪ  ﮫ  ﮬﮭ  ﮮ    ﮯ   ﮰ  ﮱﯓ  ﯔ  ﯕ  ﯖ  ﯗ  ﯘ  ﯙ  ﯚ  الطلاق: ٣ .
قال ابن القيم رحمه الله :( والتوكل معنى يلتئم من أصلين من الثقة والاعتماد وهو حقيقة   ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ  .
ثم إن بر الوالدين مثل أي عمل آخر مالم نتوكل على الله في إنجازه ؛فلن يتحقق لنا ذلك وإن عظم البذل وكبر العطاء.
ستقف في طريقك في بداية كل انتقال من شر إلى خير  عوائق ؛هذه العوائق تبدأ كبيرة ثم لا تزال تصغر حتى تمر عليك بدون أن تشعر بها.
وذلك ابتلاء من الله سبحانه حتى يتبين الصادق من غيره .
قال تعالى: ﯔ  ﯕ  ﯖ  ﯗ  ﯘ  ﯙ   ﯚ  ﯛ  ﯜ  ﯝ  ﯞ  ﯟﯠ  ﯡ  ﯢ  ﯣ   ﯤ  ﯥ  ﯦ  ﯧ  ﯨ  ﯩ  ﯪ  ﯫ  ﯬ   ﯭﯮ   ﯯ   ﯰ    ﯱ   ﯲ  ﯳ  ﯴ  البقرة: ٢١٤ .
وقال تعالى :ﭘ   ﭙ  ﭚ  ﭛ  ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ   ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ  آل عمران: ١٤٢ .
فالعوائق في طريق الخير والإصلاح سنة كونية .فلا تعجز ولا تضجر بل اصبر واحتسب.
فقد لا يعينك والديك على برهما فتوكل على الله ولا تجعل هذا الأمر عائقاً لك.
وقد تقف زوجتك أو زوجك وأبنائك في طريق البر فتوكل على الله ولا تطعهم.
فلا نجاة ولا فلاح لغير المتوكلين العاملين جعلنا الله وإياك منها .




الوقفة الرابعة:بعض ما جاء في الأمر ببرهما

أولاً:الآيات :

قال تعالى: ﮖ  ﮗ  ﮘ  ﮙ  ﮚ  ﮛ  ﮜ    ﮝ  ﮞﮟ  ﮠ      ﮡ  ﮢ  ﮣ  ﮤ  ﮥ   ﮦ  ﮧ  ﮨ  ﮩ   ﮪ  ﮫ  ﮬ  ﮭ  ﮮ  ﮯ   ﮰ  ﮱ  الإسراء: ٢٣

وقال تعالى: ﭞ  ﭟ     ﭠ   ﭡﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ   ﭦ  ﭧ  ﭨ   ﭩ  ﭪ  ﭫ   ﭬ  ﭭﭮ  ﭯ    ﭰ  ﭱ  ﭲ  ﭳ                 ﭴ  ﭵ   العنكبوت: ٨ .

وقال تعالى: ﭶ  ﭷ  ﭸ  ﭹ  ﭺ    ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ     ﮃ  ﮄ   ﮅ  ﮆ  ﮇ  لقمان: ١٤ .

وقال تعالى: ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ       ﭙ   ﭚﭛ  ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟﭠ  ﭡ  ﭢ   ﭣ  ﭤ   ﭥ   ﭦ  ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭ  ﭮ  ﭯ   ﭰ  ﭱ  ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ  ﭶ  ﭷ  ﭸ  ﭹ   ﭺﭻ  ﭼ   ﭽ  ﭾ    ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ  الأحقاف: ١٥ .

ثانياً:الأحاديث:

عن عبد اللَّهِ بن مسعود قال سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إلى اللَّهِ قال:( الصَّلَاةُ على وَقْتِهَا قلت ثُمَّ أَيٌّ قال ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ قلت ثُمَّ أَيٌّ قال ثُمَّ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ قال حدثني بِهِنَّ وَلَوْ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي ) متفق عليه.

وعن أبي هُرَيْرَةَ قال جاء رَجُلٌ إلى رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  فقال من أَحَقُّ الناس بِحُسْنِ صَحَابَتِي قال:( أُمُّكَ قال ثُمَّ من قال ثُمَّ أُمُّكَ قال ثُمَّ من قال ثُمَّ أُمُّكَ قال ثُمَّ من قال ثُمَّ أَبُوكَ )متفق عليه.

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم:( رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ قِيلَ من يا رَسُولَ اللَّهِ قال من أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أو كِلَيْهِمَا ثُمَّ لم يَدْخُلْ الْجَنَّةَ ) رواه مسلم.

عنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عَمْرِو بن الْعَاصِ قال:( أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  فقال: أُبَايِعُكَ على الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ أَبْتَغِي الْأَجْرَ من اللَّهِ ؛قال فَهَلْ من وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ ؟قال: نعم بَلْ كلاهما ؛قال: فتبتغى الْأَجْرَ من اللَّهِ ؛قال: نعم ،قال: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا )متفق عليه واللفظ لمسلم.



الوقفة الخامسة: كم غير الدعاء

إني لأعجب أشد العجب من تقصير كثير من المسلمين في جانب الدعاء
بالرغم من كثرة الآيات والأحاديث الدالة على فضيلته وأهميته ،وبالرغم من سهولته وإمكانيته في كل زمان ومكان ، ومما يزيد العجب حاجتنا له أشد الحاجة في كل أمورنا وشئون حياتنا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(أعجز الناس من عجز عن الدعاء   وأبخل الناس من بخل بالسلام )صححه الألباني.

فسبحان الله ما هذا العجز الذي يعيشه الكثير منا ،تجده مهموماً مغموماً فيعجز أن يسأل ربه أن يزيل عنه هذه الهموم والغموم.
تجده معسراً مديناً فيعجز أن يسأل ربه أن يقضي دينه ويُبدل إعساره يساراً.
تجده عاقاً ضالاً فيعجز أن يسأل ربه أن يجعله باراً مهدياً .
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه  الفوائد :وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد وكل شر فأصله خذلانه لعبده وأجمعوا أن التوفيق أن لا يكلك الله نفسك وأن الخذلان أن يخلي بينك وبين نفسك فإذا كان كل خير فأصله التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ومتى أضله عن المفتاح بقى باب الخير مرتجا دونه .
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إني لا أحمل هم الإجابة ولكن هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء فان الإجابة معه وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به والخذلان في مواضعه اللائقة به هو العليم الحكيم وما أتي من أتي إلا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامة بالشكر وصدق الافتقار والدعاء ) انتهى كلامه رحمه الله.
   


الوقفة السادسة: لا تصاحب عاقاً

قال تعالى: ﮗ  ﮘ  ﮙ    ﮚ  ﮛ  ﮜ      ﮝ  ﮞ  ﮟ  ﮠ   ﮡ  ﮢ  ﮣ  ﮤ   ﮥ    ﮦ     ﮧ  ﮨ  ﮩ  ﮪ  ﮫ    ﮬ  ﮭ      ﮮ  ﮯ    ﮰﮱ   ﯓ  ﯔ  ﯕ   ﯖ  ﯗ  الفرقان: ٢٧ ٢٩ .
وعن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: ((الرَّجُلُ على دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أحدكم من يُخَالِلُ)) رواه أبو داود وحسنه الألباني في السلسة الصحيحة.
والعقوق معد كالجرب والعياذ بالله ؛وليس أضر على الإنسان في تعامله مع والديه من صاحب عاق.
فإنه كلما أراد أن يتوب وندم على تفريطه في حق والديه ،نظر إلى هذا الصاحب فوجده على حاله في عقوقه لوالديه آثر البقاء معه في سفينة العقوق الغارقة ولا محالة.
بل إن الصاحب العاق لا يزال بالرجل البار حتى يصيره عاقاً ،يسير معه في نفس طريقه ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وبالمقابل فإن الصاحب البار لا يزال بصاحبه المقصر في حق والديه حتى يصيره باراً بإذن الله.
ثم ما هو الخير وما الفائدة المرجوة من أصحاب العقوق ؟
إن أصحاب العقوق والعياذ بالله تنكروا وجحدوا أعظم الحقوق
وقصروا في أدائها وهي حقوق والديهم ؛فهل ينتظر منهم أن يكون أوفياء مع غيرهم ؟
هم جحدوا الحق الواضح كالشمس فلم يذكروه ولم يشكروه !
فهل تظن أخي الكريم أن يذكروا لك حقاً أو يحفظوا لك عهداً .
هيهات هيهات فقد خانوا عهد ربهم في وصيته لهم بوالديهم ،ونسوا ما سبق من إحسان والديهم وعطفهم وفضلهم .
قال عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه لابن مهران :لا تصحبن عاقاً فإنه لن يقبلك وقد عق والديه .
فإياك ثم إياك واحذر ثم احذر أن تصاحب عاقاً .

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه                      فكل قرين بالمقارن يقتدي




الوقفة السابعة : تخيل حياتك بدونهما.

يندم كثير من الأبناء عند موت أحد والديه ؛إذا كان مقصراً في حقه ويـتألم ويتحسر على ذلك دائماً .
وكأنه لم يكن يعلم أن الموت مصير لا بد منه له ولوالديه وللناس جميعاً قال تعالى:ﮞ  ﮟ  ﮠ  ﮡﮢ   ﮣ  ﮤ  ﮥ  ﮦ  ﮧﮨ  ﮩ  ﮪ   ﮫ  ﮬ   ﮭ  ﮮ  ﮯ  ﮰﮱ  ﯓ  ﯔ  ﯕ      ﯖ  ﯗ  ﯘ  ﯙ  آل عمران: ١٨٥ .

وقال تعالى : ﯺ  ﯻ  ﯼ   ﯽﯾ  ﯿ  ﰀ  ﰁ  ﰂﰃ  ﰄ  ﰅ  ﰆ   الأنبياء: ٣٥ .

وقال تعالى: ﭽ  ﭾ  ﭿ  ﮀﮁ  ﮂ  ﮃ  ﮄ  ﮅ     العنكبوت: ٥٧

وفي الواقع أن كل ابن يتألم لفقد والديه باراً كان أم عاقاً .
فالابن البار يتألم تألم الصالحين رغبة في التزود من الخير ،فقد كان في كل يوم يحصل حسنات عظيمة وأجور كبيرة من خلال تعامله مع والديه .
وأما الابن العاق فيتألم أن فوت على نفسه فرصة لا تتكرر ؛فإذا ماتت أمه فمن أين يأتي بأم يبرها !
وإن مات أبوه فأنى له أب يبره !
فإذا كانت هذه النتيجة وهذه النهاية معلومة لنا مسبقاً ؛فهل ننتظر حتى تقع ثم بعد ذلك نتحسر تحسر العاقين ونتألم تألم الخائبين ؟
لاحظ هذا الأمر في حياة والديك ؛قل في نفسك سأفقدهما أو يفقدونني في يوم ما ، الله أعلم بأجله !
تلطف معهما وأحسن صحبتهما ؛فوالله إنها أيام قلائل لا تساوي دمعة من دموعهما أو حسرة يتحسرانها .

عن عَلْقَمَةَ عن عبد اللَّهِ قال نَامَ رسول اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  على حَصِيرٍ فَقَامَ وقد أَثَّرَ في جَنْبِهِ فَقُلْنَا يا رَسُولَ اللَّهِ لو اتَّخَذْنَا لك وِطَاءً فقال ما لي وما لِلدُّنْيَا ما أنا في الدُّنْيَا إلا كَرَاكِبٍ أستظل تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا )رواه الترمذي وصححه الألباني.

إلى هذا الحد هي قصيرة يارسول الله .
تأمل قوله بأبي هو وأمي :(إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها).
فإذا كان أخي الحبيب هذا قدر الدنيا كاملة ؛فما مقدار حياتك ووالديك فيها ؟




الوقفة الثامنة : ناداه قلب الأم

أغرى امرئ يوماً غـــلاماً جــــاهلاً                                                                                                    بنقـوده كي مـا ينـال به ضرر
قـال ائتني بفؤاد أمـــك يا فتـــــى                       
                                  ولك الجواهر والدراهم والدرر
فمضى وأغمــد خنجراً في صــدرها              
                                 والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فــــرط سرعته هــــــوى
                                فتدحرج القلب المقطع إذ عثر
نــاداه قلب الأم وهو معـــفّــــر            
                                    ولدي حبيبي هل أصـــــــــابك من ضرر ؟
فكأن هذا الصوت رغــم حــنوه
                                          غضب السماء على الغـــــلام قد انـهمر
فارتـد نحــو القـلب يـغسله بما
                                         لم يأتها أحد سواه من البشر
واستـل خنجـــره ليطــعن نفسه                      
                                        طعناً فيبقى عبرة لمن اعتبر

ويقـــول يــا قلب انتقـم مني ولا
                                 تغفر فإن جريمتي لا تغتفر
ناداه قلــب الأم كــف يداً ولا
                              تـــــذبـح فؤادي مــــــــــرتين على الأثــــــر

قلت :الأبيات السابقة تحكي قصة قلب أم واحدة ؛وفي الحقيقة أن هذه القصة ليست قصة أم واحدة ؛بل جميع الأمهات يعشن حياتهن كاملة بهذا الشعور العظيم والحب العميم لأولادهم من ذكور وإناث .

وإذا كانت هذه الأبيات تروي قصة قتل ابن لأم والعياذ بالله !
فإن كل عقوق مهما صغر هو طعن في قلب الأم والأب.

وكل أم وأب مهما بلغ عقوق أولادهم لهما ؛فإنهما يحرصان أشد الحرص
على أن لا يعلم أحد عن ذلك ؛حفظاً لمشاعر أولادهم وحتى لا يتسببون
في كره الناس لهم ؛فإن كل القلوب تكره عاق والديه كرهاً عظيماً .
وأتركك أخي الحبيب مع القصيدة التالية لتقرأ بنفسك كيف هو شعور الأمهات والآباء تجاه العاق من أولادهم ،وهي وإن كانت بالعامية إلا أن القصد الاعتبار والاتعاظ ،فلا يثرب علينا أحد بإيرادها فقد رسمت هذه القصيدة من وجهة نظري وإن لم أكن شاعراً  لوحة جميلة  عن قلب رحيم حمل في أحشائه الحُب وصبر على الأذى وستر الخطأ وهجر القريب والبعيد من أجل حبيب جاحد هو بضعة منها أخذ من دمها ولحمها وشاركها مأكلها ومشربها ؛لكنه.....ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم :
  ويوم انشدوني عن دموعي وأنـا أمـك
                                                          جاوبتهـم وأبعدتهـم عـن طـواريـك
مابغى أجرحك في كلمة تزيـد همـك
                                                        مابغى أقول إن السبـب مـن تجافيـك
يومٍ لمست الصدر في يـوم  ضمـك
                                                    نسيت أنا اللي حولـي وقلـتِ أبكيـك
مدري أنت عايش وارتجي لمس جسمك
                                           أو ميـتٍ وأقـــــــول يرحمـك والـيـك
يامـا سِهـرت وزاد غمّـي  لغـمـــك
                                         ما ارتـــاح ليـن تهتنـي فـي ليــاليــــك
ويامـا ايـلا طوّلـت نومـك أشمـك
                                   وأتاكـد إنـك عايـشٍ لـي وأرجّيـــــــك
وياما ازعلوا منـي خوالـك وعمـك
                                    وياما هجرت اقرب قريبٍ ضحك فيـك

 يا مـا ذرف دمعـي إذا سـال  دمـك
                                           بـراءة الأطفـال مـاهـي  بتنهـيـك
وياما انتظرتك عند بابـي وأنـا أمـك
                                         وأقـول فيـه يـومٍ تجينـي وأحييـك
أخـاف مـن يومٍ يجينـي  يغمّـــــك
                                       ويجيك علمـي مـع عزيـزٍ  يعزّيـك
أنـا علـى الله داخلـه ثــمّ لـمّـــك
                                   ارحـم قليـبٍ تالـي الليـل يشكيـك
فكر بمن هي صابها الضيـم وظلمـك
                                   واذكر حشا ضمّك وعسـر المساليـك
ودي أشوفـك قبـل يومـي  ويومـك
                                لــو مــرةٍ بالـعـــــــامِ الله يخلـــيـك
مابيـك تقطعنـي إذا أمـري يهـمــك
                             بقعد معك واضحك واسولف وأحاكيـك
ياوليـدي اذكـر كلمـةٍ قـال فـمـك
                                           لا قلـت كلمـة يـوه قلبـي يلبـيـك

واذكر زمانـا بـه فراشـي  بجنبـــك
                                            وإذا شكيـت تقـول يمـه وأسلّـيـك
ولاشتـد مابـك فـوق كتفـي أزمّـك
                                                ما ارتاح لحظـة ليـن ربـي يعافيـك
والختمِ لا جتك الرسالـة وأنـا  أمـك
                                                 يُما تجـي وألا أنـا ازحـف وأجيـك

ثم بعد أن قرأ الابن هذه القصيدة ،وبعد مرور الأيام كتب رده بمداد حبره دمه ،كتبها وعبراته تسابق عباراته ،فكانت قصيدة بحجم منزلة هذه الأم العظيمة ؛لكنها كانت وللأسف الشديد بعد موتها.

  يمه أنا شفت الرسالــــة وهليت

                                                  دمعي على خدي وزادت همومي
  ضاقت بي الدنيا واستاحش البيت
                                               وضاقت على جسمي وساع الهدومي
  ما فكرت نفس الردى لا ولا أوحيت
                                                  كلمة نصوح جاب عنك العلومي
يقول أمك عايشه جسمها ميت
                                                   تعجز عن الوقفه ليا جت تقومي


نسيت كم ليلة في حضنها تبيـــــــــت

                                                   ومن ثديها الطاهر طعامك ترومي
ما همها الأوجاع يوم إنك ألفيــــــــت
                                                   مـــــع مخرج ضيق ورحم ظلومي 
وكتوفها لك مركب إن طحت وأعييت
                                                     ما يركد الخاطر لين إنك تقومي
تبـــيك في عز وراحــــات بالــبيت
                                                      لو داسوا العالم عليها القدومي
خف من ولي العرش يومك تناسيت
                                                وإبليس حط بوسط قلبك سهومي
حزنه عليك يفتت الكبد تفـــــتيت
                                                 ما تسمعه تقول بزحف وأقــومي
يا ليت أشوفك وأسعد القلب يا ليت
                                            وأجلس معاك لو كان حقي مهضومي
هذا كلامك يمه بقـــلبي أوحيــــت
                                                   أثري بسبب هجرك شقي محرومي 
ما ينفع الليل لو الليل صليــــــــت
                                                    لو الدهر كله أزكي وأصــــومي
ما ينفعن لو طعت ربي وسمـــــيت
                                             وبريت وحقك بوسط قلبي معدومي
من أول عايش وفي داخلي ميـــــت
                                             أحسب حياتي عز واثري مـــحرومي
لا منهم جابوا لي اسمك توذيــــت
                                            ألـف بالموضوع لحـــد يلومـــــــي
وأفتح كتاب الله وأقراه وإن جيت
                                           عند آية الأف العظيمة أحومـــــــي
ومن يوم جاني عيال بالأم حسيت
                                            يا ليت مثلي كل عاصــي يقــــومي
تايب وباعلن توبتي لحامي البيت
                                             وارجيه يغفر ما مضى من جــرومي
حق الأميمة ما أعده لو أحصيت
                                            من قام به يلقى السعادة تـــــدومي
وإن كان جاء تفريط في شمعة البيت
                                           ترى العقوبـة نحس دايــم وشؤمي
يمة أنا جيتك وللراس وطيت
                                              أطلبك عارف إن قلبك رحــومي
جيت أشيل هموم ما شالها هيت
                                                  موجود بين الناس كأني معدومي
أنا سجين الضيق شـــبيه بالميت
                                                أبيـع نفسي لجــل ترضين دومــي
أنا أعترف وأصيح للعالم أخطيت
                                               يوم إني بهجرك عاقدت العزومي

تمت وبأصـلي على ذايع الصيت

                                             رسولنا صفوة رجال قرومــــي


خاطرة:هل ينتظر كل واحد منا أن يعيش تجربة مؤلمة حزينة مثل هذه التجربة ؟
هل يريد كل واحد منا أن يجرب العقوق وآثاره ؟

أخي الحبيب :فكر ثم تب ثم أحسن ؛فإن الله غفور رحيم.


  
الوقفة التاسعة: إذا لم تجرب ستجرب

لا يشعر كثير من الأبناء والبنات بما يعانيه والديهم من معاناة في تربيتهم ومحبتهم حتى يجربوا هم نفس المعاناة ؛وذلك عندما يرزقون بأولاد .
فتجد كثير منهم يُكثر بعد ذلك من قول رحم الله أبي كم عانى في تربيتنا ورحم الله أمي كم تعبت كي نرتاح !
يظن البعض أن تصرفات والديهم معهم بقصد التحكم فيهم والحد من حرياتهم والتدخل في جميع شئون حياتهم.
وبعد أن تمضي سنين العمر يتأكد أولئك الأبناء أن جميع تصرفات والديهم إنما كانت بقصد  الإصلاح  وجلب النفع والخير لهم ؛ولكن للأسف قد يكون ذلك بعد وفاة والديهم !
أخي الكريم :ليس في الحياة متسع لكل شخص أن يعيش كل تجربة تمر به كاملة ثم بعد ذلك يستنتج منها نتائج  ليعمل بها !
فإذا كان الأمر كذلك فهل يتخذ الإنسان قرارات عشوائية قد تؤثر على حياته أم ماذا يفعل ؟
الحل هو الاستفادة من تجارب الآخرين .
فبهذه الطريقة تزيد في عقلك وفي عمرك أيضاً وتختصر المسافات وتستطيع أن تتخذ قرارات ناجحة وذلك عندما تبدأ من حيث انتهى الآخرون .
ومن أمثلة ذلك تلقي العلم عن المشايخ والعلماء وعدم الاقتصار على ما في بطون الكتب .
ومن أهم فوائد هذه الطريقة في الحقيقة الاستفادة من تجربة أولئك العلماء الذين عاشوا حياتهم وميزوا بين النافع والضار والمهم والأهم .
فيختصر الطالب بهذه الطريقة طريقاً طويلاً مجهداً سار فيه غيره ويحصل على خلاصته في وقت قصير وجهد يسير.
وكذلك في التعامل مع الوالدين استفد من تجربة غيرك ؛فعندما ترى عاقاً يندب حظه ويبكي بدل الدمع دماً على ما فرط في حق والديه ؛فهل من الحكمة أن تسير في هذا الطريق لتذوق هذا الألم وتذرف تلك الدموع.
وعندما ترى باراً بوالديه يحقق النجاح تلو النجاح ،ويعترف بأن  من أعظم أسباب نجاحه هو بره بوالديه .
فعندما ترى  هذا التجربة وتقف عليها بنفسك ثم تشك في نتائجها وتخلط بين البر والعقوق ،فأنت تحتاج إلى عمر طويل لتتأكد من كل تجربة بنفسك وأنى لك هذا العمر ! 


الوقفة العاشرة:أتعبت الأبناء بعدك يا كلاب !

ذهب كلاب بن أمية في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المدينة فأقام بها مدة  ثم لقي ذات يوم طلحة والزبير رضي الله عنهما فسألهما أي الأعمال أفضل ؟ فقالا الجهاد ؛فسأل عمر رضي الله عنه فأغزاه في جيش وكان أبوه قد كبر وضعف فلما طالت غيبته قال :

      لمن شيخان قد نشدا كلابا                  كتاب الله لو قبل الكتابا 
      أناديه فيُعرض في إبـــــاء                 فلا وأبي كلاب ما أصابا 
      أتاه مهاجران تكنــــــفاه                    ففارق شيخه خطأ وخابا 
      تركت أبـــاك مرعشة يداه                 وأمك ما تسيغ لها شرابا 
      وإنك والتماس الأجر بعدي                كباغي الماء يتبع السرابـا 

فبلغت أبياته عمر رضي الله عنه فلم يردد كلاباً ؛ وطال مقامه فخلط جزعاً عليه ، ثم إنه أتاه يوماً وهو في مسجد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وحوله المهاجرون والأنصار فوقف عليه وأنشأ يقول :

       أعاذل قد عذلت بغير قدر                ولا تدرين عاذل ما ألاقي 
       فإما كنت عاذلتي فـــردي                كلابا إذ تـــوجـه للعراق 
       ولم أقض اللبانة من كلاب               غداة غد وآذن بالفــراق 
       فتى الفتيان في يسر وعسر               شديد الركن في يوم التلاقي 
       ولا أبيك ما باليت وجدي                 ولا شفقي عليك ولا اشتياقي 
       وإبقائي عليك إذا شتونــــا                وضمك تحت نحري واعتناقي 
       فلو فلق الفؤاد شديد وجد                  لهم سواد قـــــــلبي بانفلاق 
       سأستعدي على الفاروق رباً               لـــه دفـــع الحجيج إلى سياق 
       وأدعو الله مجتهداً عليـــــه                ببطن الأخشبين إلى دفـــــاق 
       إن الفاروق لم يردد كلابـــاً                إلى شيخين هامهـــــما زواق   

فبكى عمر رضي الله عنه وأمر برد كلاب إلى المدينة؛ فلما قدم دخل إليه فقال ما بلغ من برك بأبيك ؟
فقال كنت أوثره وأكفيه أمره ،وكنت أعتمد إذا أردت أن أحلب له أغزر ناقة في إبله وأسمنها ،فأريحها وأتركها حتى تستقر ثم أغسل أخلافها حتى تبرد ثم أحتلب له فأسقيه .

فبعث عمر رضي الله عنه إلى أبيه من جاء به وأدخله ؛وقد ضعف بصره وانحنى فقال يا أبا كلاب كيف أنت ؟
فقال كما ترى يا أمير المؤمنين !
فقال هل من حاجة ؟
فقال كنت أشتهي أن أرى كلابا فأشمه شمة وأضمه ضمة قبل أن أموت فبكى عمر وقال ستبلغ في هذا ما تحب إن شاء الله تعالى .
ثم أمر كلاباً أن يحتلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث إلى أبيه ففعل
فناوله عمر الإناء وقال دونك يا أبا كلاب فلما أخذه وأدناه إلى فمه قال
لعمر الله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة كلاب من هذا الإناء !
فبكى عمر وقال هذا كلاب حاضر عندك فنهض إليه وقبله وجعل عمر يبكي ومن حضره فقال لكلاب ألزم أبويك وأمر له بعطائه وأمره بالانصراف فلزمهما إلى أن ماتا .
فرحم الله الفاروق ورضي عنه ،ورحم كلاباً وأبيه وأمه .
قد أتعبت الأبناء بعدك يا كلاب !


                  يتبع الموضوع فى الجزء الثاني بأذن الله






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق