كـان رجـلاً شيخـاً طـاعـناً فـي السـن يشتكي من الألـم والإجهـاد فـي نهايـة كـل يـوم
سأله صديقهُ: وممّ هذا الألم الذي تشكو منه؟
قال الشيخ لدي:
صقران: يجب علي كل يوم أن أروضهما....
وأرنبان: يلزم علي أن أحرسهما من الجري خارجاً....
ونسران: علي أن أدربهما وأقوهما....
وحية: على أن أحرصها....
وأسد: علي أن أحفظه دائماً مقيداً في قفصه....
ومريض: علي أن أعتني به...
قال الصديق مستغرباً: ما هذا كله؟ لا بد أنك تمزح ! لأنه حقا لا يمكن لإنسان أن يراعي كل ذلك وحده.
قال الرجل الشيخ:
إنني لا أمزح ولكن ما أقوله لك هو الحقيقة المحزنة الهامة..
إن الصقران: هما عيناي وعلي أن أروضهما باجتهاد ونشاط على النظر للحلال وأمنعهما عن الحرام..
والأرنبان: هما قدماي وعلي أن أحرسهما وأحفظهما من السير في طريق الخطيئة..
والصقران: هما يداي وعلي أن أدربهما على العمل حتى تمدان بما أحتاج إليه وأستخدمهما في الحلال ومساعدة الآخرين ..
والحية: هي لساني علي أن أحاصره وألجمه باستمرار حتى لا ينطق بكلام مشين معيب حرام..
والأسد: هو قلبي الذي توجد لي معه حرب مستمرة وعلي أن أحفظه دائماً مقيداً كي لا يفلت مني فتخرج منه أمور مشينة شريرة، لأن بصلاحه صلاح الجسد كله وبفساده يفسد الجسد كله..
أما الرجل المريض: فهو جسدي كله الذي يحتاج دائماً إلى يقظتي وعنايتي وانتباهي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق