موقع مفكرة الاسلام

جديد الموقع

كل يوم زهرة تجدها روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال يا أبا أمامة: ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني.

رسالة ترحيب

فلاش اثارة

الاثنين، أبريل 18، 2011

40 .....قاعدة لحل اي مشكلة تواجهك فبتسم (الجزء الثاني)



تابع لما سبق حياكم الله : (40 .....قاعدة  لحل اي مشكلة تواجهك فبسم (الجزء الثاني)
لعبد الملك قاسم.

من نعم الله عز وجل حين نزول البلاء والمصائب، أن نهرع إلى طاعته وعبادته ونجد لذة حين دعائه وطلب تيسير الأمور وتسهيلها، وأعظم الطاعات والقربات منزلة منزلة التوكل على الله عز وجل، وتفويض الأمر إليه وفي التوكل ثبات نفس وشجاعة قلب وطمأنينة وراحة والله عز وجل يحب أصحاب هذه الصفة العظيمة قال تعالى: }إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ{ [آل عمران: 159] فإن المحبوب لا يعذب ولا يبعد ولا يحجب
وقال تعالى: }وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ{ [الطلاق: 3] فيه دليل على فضل التوكل، وأنه أعظم الأسباب في جلب المنافع ودفع المضار.
والله عز وجل يدبر الأمر ويصرفه كيف يشاء؛ بيده مقاليد الأمور }يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ{ [يونس: 3].
وليوقن أن ما يفعله من سعي لحل مشاكله، إنما هي أسباب وأدوات وأن المصرف لهذا الكون هو الله عز وجل فما شاء كان وما لمن يشأ لم يكن، وتأمل في هذا الحديث العظيم فقد قال r: ".. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" [رواه الترمذي].
من الأسباب التي تزيل الهموم والغموم والقلق: الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف قال تعالى: }لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا{ [النساء: 114].
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: فأخبر تعالى أن هذه الأمور كلها خير ممن صدرت منه، والخير يجلب الخير ويدفع الشر، وأن المؤمن المحتسب يؤتيه الله أجرا عظيما، ومن جملة الأجر العظيم، زوال الهم والغم والأكدار ونحوها.
وقال الشيخ رحمه الله: عنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود وسعيه في نفع الخلق.
من الأسباب التي تشرح الصدر وتزيل الهم خاصة عند نزول المصائب الإكثار من ذكر الله عز وجل في كل وقت وحين، فإن لذلك تأثيرا عجيبا في انشراح الصدر وطمأنينته: }أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{ [الرعد: 28].
كقول: }حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{ [آل عمران: 173] قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد r حين قيل له: }إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ{ [رواه البخاري] و"لا حول ولا قوة إلا بالله".
فلذكر الله أثر عظيم في حصول المطلوب ، لخاصيته ولما يرجوه العبد في ثوابه وأجره.
إذا أصابت المرء مصيبة وعلم المتسبب بها سواء من طلاق أو فراق أو غيرها، فقد يفكر في حلول لهذا الأمر الجديد الذي وقع، وقد تكون الطرق صعبة ومغلقة مع ضعف وخوف، فيساور البعض نية القيام بأعمال لا تجوز مثل الذهاب إلى السحرة والكهان والعرافين، وقد يتشفى البعض برد الضرر كما يظن إلى صاحبه بأن يفعل له السحرة عملا يضره وينكد عليه حياته، ردا على فعلته، وهذا لا يجوز.
أما أنت يا من وقعت عليه المصيبة، فأجرك على الله، ولا تفسد حياتك بمعصية الله عز وجل من سحر أو أذية أو غير ذلك.
نظر العبد محدود وعلمه قاصر، وما يراه اليوم مصيبة وبلية قد يكون غدا منحة وعطية قال تعالى: }وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{ [البقرة: 216].
وفي هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد، فإذا علم العبد أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن تأتيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة لعدم علمه بالعواقب، فإن الله جل وعلا يعلم منها ما لا يعلمه العبد.
وكم من امرأة طلقت وكان طلاقها خيرا لها: أجرا ومثوبة وصبرا واحتسابا وعبادة وقربة ، ولربما جاءها من هو خير من الأول، وكم من أب ظهر له ما يكدر خاطره من أولاده فكان هذا الأمر بداية مراجعة وتصحيح لأمر التربية فكانت خيرا له، وكم من امرئ جرى له ما جرى، فكان ذلك عاجلة إلى حزن، وآجلة إلى فرح وسرور.
محاسبة النفس غفل عنها غالب الناس اليوم، وإذا نزلت المصيبة وتوجه المرء إلى الله عز وجل بقلبه علم أنه فرط في هذا الجانب.. والعاقل يعلم أن حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة وأنها قصيرة جدا، وإذا عظمت المصائب وكبرت فإنها صغيرة جدا عند مصيبة الموت وسكراته، فإن ذكر الموت: يهون الأمور ويزهد في الدنيا ويهون مصائبها ويجعل المرء يستشعر ما يصيبه من الأهوال والفزعات في يوم العرض على الله عز وجل:
والمؤمنون هم أصبر الناس على البلاء، وأثبتهم في الشدائد، وأرضاهم نفسا في الملمات: عرفوا قصر عمر الدنيا بالنسبة لعمر الخلود، فلم يطمعوا أن تكون دنياهم جنة قبل الجنة...
وهذا الأمر عظيم، ويغفل عنه البعض، فقد تأتي بعض الحلول وفيها أمر مشتبه أو مكروه، أو هي أصلا لا تجوز فيقدم رضا مديره المباشر مثلا في أمر محرم أو ترضى الزوجة لزوجها أمرا محرما فتسخط الله عز وجل لرضا ابن آدم وقد قال r: "من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس" [رواه الترمذي].
ولهذا يجب الحرص على أن تكون الحلول والآراء ليس فيها حرام، سواء من ظلم العبد نفسه أو من التعدي على محارم الله، أو ظلم غيره وبخسهم حقوقهم فما عرفت السعادة في معصية الله عزوجل.
مشاكل الإنسان متنوعة، والمعاملة الطيبة والصبر والتأني كفيلة بحل الأمور بقدر، ولهذا يؤجل النظر في الترافع إلى المحاكم والشرط قدر المستطاع، حتى لا تشح الأنفس وتضيق الصدور وتزيد الشحناء، ولربما تكبر المشكلة ويستطير شررها ويطول أمدها ولتجعل الجهات الرسمية آخر المطاف، بعد إدخال الوسطاء والتذكير بالله عز وجل، وبعض القضايا قد يكون حلها عن طريق الشرع فيه حفظ للحقوق؛ خاصة إذا كان الطرف الآخر مكابرا أو جاهلا معاندا أو حاقدا وحاسدا.
غالب المشاكل مع حسن المعالجة، تخف أحداثها وتهبط ثورتها، وينظر كل طرف فيها بعين الواقع مع إظهار الحسنات والتغافل عن السلبيات، وهذا الجانب مطلوب بين الأزواج، وفي علاقات الأقارب والمعارف والجيران، لأنها علاقة طويلة مستمرة لا تخدش بسوء فعال ولا بكلمة جارحة، بل يجب المحافظة عليها، وتأمل في قول الله عز وجل: }وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{ [آل عمران: 134] فتدرج الأمر من كظم الغيظ إلى العفو بل وصعد إلى الإحسان، ومن فعل واحدة من هذه الخصال الحميدة وجد أثرا عظيما فكيف بمن وفقه الله تعالى إلى الأخذ بها جميعا؟!
إذا وقع الفأس في الرأس كما يقال يسعى المرء إلى إصلاح ما فات وذهب، وخير أمر يزيد علمه وعمله؛ اللجوء إلى كتاب الله وسنة نبيه وr وفي الكتب الإسلامية والأشرطة النافعة دواء ناجع بإذن الله في حل كثير من المشكلات، ومحلات التسجيلات والمكتبات ولله الحمد مليئة بمثل ذلك في مواضيع شتى وعناوين مختلفة، مثل المعاملات الزوجية أو تربية الأبناء أو معاملة الأقارب وغيرها كثير.


يتبع فى الجزء الثالث بأذن الله



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق